في أوقات التخبط و الخوف يبحث الإنسان عن أقرب مبدآ الى قلبه و يتمسك به ثم يفسر به كل ما يحدث حوله 
تكون نظرته ضيقة و ذات بعد واحد... لا يوجد وقت ولا عقل لنقض الأمور من عده جهات

حتى ما تعتقد أنه صحيح ستتجنب كثيرآ التحدث عنه مع من يرفضون مبدئك 
ستتحدث فقط مع من هم مثلك... تستقي موقفك منهم و توجه كلامك إليهم
ربما تسمع لمن يخالفوك لكنك تسمع فقط للإنتقاد
ربما تسمع فقط لمن هم أكثر راديكالية في الموقف المضاد كي تتأكد تمامآ أنك على صواب

و كلما مر الوقت إقتربنا من المتشابهين في المبدأ الواحد الذي إخترنا التمسك به و بعدنا عن من كنا نظن أنهم مثلنا لكن إتضح أنهم في هذا المبدأ بالذات مختلفين نسبيآ عنا
يومآ بعد يوم تتسع الهوةو و تزداد نقاط الخلاف
نجد أنفسنا ندافع عن أشخاص كنا نكرهم ونشوه أشخاص كنا نحبهم 
يومآ بعد يوم ننساق بعيدآ و نتحول إلى جزء من مجموعة تريحنا
فالإنتماء أصل الأشياء

و نياله من كانت مجموعته هي الأكبر و الأضخم
أو تدعي أنها الأكثر تدينآ
أو التي تعتقد أنها الأكثر نظافة يد و طهرآ
أو التي تعتقد أنها الأذكى و الأعرف بالمستقبل 

أعتقد أني و الكثير من المصريين نمر بهذه الفترة من التخبط
و رغم أني أؤمن بأن الحد الفاصل بين ما أعتقده صواب و الخطأ دائمآ ذائب و يكاد أن يكون غير موجود
فلم تختلط عليّ الأمور في مصر بحيث لم أعد أعرف ما هو الموقف المفروض إتباعه كما هي الآن
حتى إني في الفترة الأخيرة آثرت الإبتعاد و دفن رأسي في الرمال لكن للأسف فشلت خطتي 

و من منطلق هذا الموقف المتخبط أحاول جاهدة أن أبني موقف لي لأستريح شخصيآ و ليس لأني شخص مهم يتبعه آلاف

لا أعرف من أين ياتي البشر باليقين بأنهم على صواب 
من أين يأتي اليقين أنك من الأخيار و ان من يختلف عنك هم الأشرار أو المغيبين أو العبط!
ربما أنا قليلة الفهم بالسياسة و عدم إتخاذي ينبع من جهلي

ربما أصبحت أعاني من الأمبيفيلانس اللذي يعاني منه مرضى الذهان