الساعة اسادسة صباحآ

النعاس يغلبني
أسير وحدي كالانسان الآلي المبرمج أفكر في آلاف الأشياء التي سأفعلها اليوم

حسنآ هو هو الروتين سأذهب لأول الشارع سأنتظر الميكروباص و من الميكروباص سأركب ميكروباص آخر أو ربما أوتوبيس نقل عام

ربما سأنزل مبكرآ من البيت لأركب المترو سأركب عربة السيدات ثم أنزل لأركب تاكسي أو ربما سأكتفي بالمشي اذا كان الوقت مبكرآ

ها أنا أكاد أصل الي العمل هل أنتظر المصعد
لا أعتقد أن هناك وقت أول شيئ أفعله عند الدخول هو الذهاب الى المرحاض
طابور طويل
أنتظر ثانيآ
أدخل أغسل وجهي بالماء
أضع القليل من مساحيق التجميل فربما اليوم بالذات سأتعرف عليه لا أعرف من هو لا حتى هل اريد التعرف عليه أو هل انا مستعدة في ادخاله في دائرتي المفرغة المهم
انا أعمل بنصيحة امي أبقى مهندمة دائمآ
كانت جدتي تقول اكنس بيتك و رشه ما تعرف مين اللي هيخشه

أحاول جاهدة أن أتخلص من تلك الرائحة التي علقت بملابسي
لا أعرف هل رائحتي أنا أم انها رائحة أحد السيدات من اللاتي كان يقفن بجواري في المترو

لا بد انها طبقات الملابس التي أرتديها بناء على نصيحة أمي
كي لا يتحرش بي أحدهم

فربما يتعرض لي
شباب المنطقة الساهرين منذ الأمس
فعندما ينتهي تأثير الحشيش أكون أنا تسليتهم
فمنهم من يشرح لي شكل غرفة نومه و منهم من يتباهى بضخامة عضوه ومنهم من فقط يسير ورائي بسرعة لاخافتي

تقول أمي دائمآ انهم غلابة عواطلية ربما يحسدوني في سرهم لامتلاكي عمل بينما لا يعملون

ربما يعرض علي سواق الميكروباص الثمل الزواج للمرة الألف مزينآ العرض بكلام مثل يا مزة يا فرسة أو فقط يا عروسة
ربما أسلم منه فأكون سعيدة الحظ عندما يكتشف أحد الجالسين بجانبي أني جزء من مقعده
فيصبح صدري مسندآ لكوعه أو يده
أحيانآ أستغرب فحينما أرمقه نظرة احتقار يبادلني اياها كأنه يقول
مانتي لو ماكونتيش عايزة مكانش زمانك ركبتي جنبي

أو ربما و أنا أسير على الرصيف متوجهة للعمل في أحسن الأحوال تقف بجانبي سيارة ليست بفارهة بها رجل أربعيني يطلب مني مرافقته
و في أسوأ الأحوال تنطلق سيارة فارهة مسرعة تمتد منها يد تضرب مؤخرتي ثم ينفجركل من في السيارة بالضحك

و ربما أسلم من هذا كله و يمضي يومي فقط بكلمة جارحة أو لمسة غير مقصودة
فأذهب للعمل لأجد رئيسي يلقي على احدي زميلاتي نكتة خارجة و ينفجر ضاحكآ

أرجع البيت لأجد أبي ينتظرني في شوق يقول
والله يا حبيبتي لو أقدر كنت اتبهدلت بدالك ربنا معاكي

أعشق أبي بكل ما فيه من جدعنة و طيبة غير مشروطة
ربما هو أحد الأسباب التي تجعلني لا أمتعض عندما تدعيلي أمي بان الحلال اللي يريحني من القرف اللي أنا فيه

ليس كل رجال منطقتي في النهاية متحرشين

كم أتمنى ان أكون مثل احد بنات الاتش أر في شركتي
فهم لا يعرفون المواصلات
و آخر معلوماتهم عن التحرش هو كلمة أذت مسامعهم أوبرنامج تلفزيوني يرصد حوادث التحرش
أو ربما تعرضت احداهم مرة لموقف مشابه لما اتعرض له كل يوم

صرت متعودة على مثل تلك الأحداث

لا تؤثر بي
صرت لا أعرف هل هو خطئي
دائمآ يقول امام الجامع عندنا أن الرجل ضعيف و أن المرأة أداة الشيطان
صرت أشعر اني آثمة لمجرد النزول من البيت لأن الذنب ذنبي في النهاية كما يقول الشيخ

هل هو حقآ ذنبي وأنا أعمل جاهدة لأحسن دخل اسرتي وانا أرتدي كل هذه الملابس في هذا الحر الشديد بينما لا ترتدي أخريات ربع ما أرتديه و يتمتعن بالمكيفات الهوائية؟

أجدني ادخل في نقاشات عقيمة عن وجوب الحشمة في الملابس مع علمي ان كل من يرتدي مثلي يتعرض لكافة أنواع التحرش
و ان من لا يرتدي الحشمة لا يتعرض لما اتعرض له

في شارعنا الرجل دائمآ على حق
فهو مدمن لأن المخدرات منتشرة متحرش لأنه غير قادر على الزواج

أحاول جاهدة ان أبحث عن مبرر لهم
احاول اقناع نفسي بالهراء عن ان المرأة هي السبب وأني الضحية و الجلاد
بل و أني من أتحرش بهم
ألاف الخرافات يحشون بها عقلي كل يوم
حتى صرت أكره كوني انثى

أو قل صرت أكره فقري
فربما لو كنت اغني لما اضطررت لركوب المواصلات
أو ربما صار شباب منطقتي من هؤلاء الذين أراهم في التلفاز يتحدثون عن كرامة المرأة
و ربما وجد شباب منطقتي عمل يشغلهم عن التحرش بي

و ربما لو كان لدي واسطة لاحترمني رب عملي و توقف عن القاء النكات الخارجة
و ربما لو كانت ثيابي غالية الثمن لما توقفت السيارات بغرض مرافقتي

أو ربما تحدث شيخ جامعنا عن مواضيع اخري غير كون المرأة فتنة و ضرورة حجبها
أو ربما تعرضت للتحرش فوجد آلاف الوسائل لمقاضاة من تحرش بي و عرض قضيتي بل و حشد آلاف من الأشخاص للتظاهر من أجلي
و ربما رفع من بالمظاهرة يافطة او اثنين للمناداه بحق النساء الفقيرات
لكن في النهاية ستحمي الشرطة أماكن أولاد الناس و ستعمل الدولة على تأمين سيارات الأجرة و الطرق السريعة و المولات و المنتجعات السياحية على أقسى تقدير

كيف يجرؤ اي احد على التحرش ببنات ناس مثلي


في بلد مثل بلدي و حتى الآن الأغنياء فقط هم من ينعمون بالكرامة