دائمآ فى كل تجربة جديدة مهما كانت مرة يشعر الانسان الاثارة كلما تذكرها

هكذا الحال فى تجربتى مع المظاهرات

انها المرة الأولى على الاطلاق التى اشارك فيها فى اى نشاط من هذا القبيل


لن اطيل علبكم فى سرد احداث كلكم تعرفونها و لن اخوض فى انتهاكات سمعت عنها و لكنى لم اصدق حتى رأيت بعينى
فهذا بلا فخر اول تعامل لى مع شرطة المحروسة
واشكر الله على سلامة كل من شاركوا فى الاحتجاج
و اعنى هنا سلامتهم البدنية فقط لا النفسية

مشاهد من المظاهرة و ما حولها
قبل المظاهرة

"هو ليه فيه عساكر كتير كدة؟"
" عشان بكرة"
"ليه هو فيه ايه بكرة؟"
"أنا عارف!! بيفولك تعديل دستور و كلام غريب كدة"
" طيب تعالى نتغدى فى حتة تانية هنا زحمة"
أثناءها
الحقيقة حالفنى الحظ و لم اكن بداخل الكردون الذى حوط معظم المتظاهرين
اشعر بالذنب لأنى كنت مجرد متفرجة على الكردون
المارة فى الشارع
"ياللا يستاهلوا حد قالهم يتظاهروا"
اصحاب المحلات
"لو سمحتوا يا كباتن هنا محل اكل عيش انقلوا المظاهرة فى حتة تانية"

تشيك تشيك كله بيصور

للأمن المركزى و هو يدفع الناس للخلف

" لو سمحت عيب كدة لو عندك اخت بنت ماكونتش زقيتها كدة خاف ربنا"

"و الله ماهو بإيدى انا جاى غصب عنى"

الظباط بالأيدى و الهراوات على ظهر العساكر الغلابة ناطقين بصوت جهورى
"يللا اتحركو لقداااااامممم"
"" شبببببببى يسسسسس حااااااااااااا ""

أحد البلطجية الميرى لأحد المتفرجين

"تعالى هنا الباشا الكبيرعايزك"
" باشا كبير مين اناهنا الباشا الكبير"
"بفولك ايييييه" و يستعد للضرب

"بفولك انت ايه انا تبع اللواء كذا كذا"
و يتحول الأسد الى فرخة بيضة او حمرة مش فارقة
" يا باشا لازم تقعد و تشرب شاى"

وانا فى نقابة الصحفيين فى المرة الأولى كانو رافضين يطلعو حد برة النقابة
الى طلعنا واحد اجنبى
عمار يا مصر

أمام نقابة الصحفيين فى اليوم الثالى مع مصورى المباحث الجنائية
لم ادخل لأسباب كثيرة منها خوفى من البيات خارج المنزل
المهم احد الذين كنت معهم استغل معرفته بلواء و قعد مع المصور الجنائى و كمان شرب شاى

"انتم تعرقوا الست الى معاها بابى دى مسجلة خطر و عليها قصايا مخدرات"
و الواد ده الى اسمه الشرقاوى بارضوا عليه قضية بس ماقدرش اقول ايه هية"
"دول كلهم كدة"
" طيب هو انت بتصور ايه؟"
"بصورهم و هما بيضربونا "
" بس دا هما اقل منكوا بكتير!!"
"لأ محنا عندنا أوامر مانضربهمش"
"احنا بنصورهم عشان نخلى الناس تشوف هم بيعملو ايه"
مش عارفة اذا كان بيستعبط وللا هو فعلآ مقتنع بكدة و للا ايه بالظبط

فى حديث جانبى " عارف يا باش مهندس فيه ظابط ساكن جنبى بيدخل على عياله بكل ما لذ و طاب و مع انى بعمل شغل قده عشر مرات لكن مرتبى ما بيجيش ربعه"
"على فكرة انا مصور ممظاهرات كتير قوى لو عزت اى صور او فديوهات نمرة تيليفونى اهه"


" ايه ده بقى انت تعرفى الولد الى شعره طويل ده "
"ده كان متاخد امبارح"
" بقولك ايه يا كابتن خد زمايلك و امشوا من هنا عشان شكلكوا هيتقبض عليكوا دلوقتى
"

قبل كدة بشوية
لاقيت واحدة على كرسى متحرك بتغمز و بتقول
" نعم للدستور نعم للدستور موتوا بغيظكم"
وبعدين واحدة تانية ماسكة علم مصر و بتزغرد و بتقول
"يحيا حسنى مبارك"


بغض النظر عن ما حدث فهى تجربة اشعرتنى الى حد ما انى لست بهذه سلبية
شعرت ببعض السعاده لأن الأمن فعلآ كان خايف من المتظاهرين
"اكيد عشان خايفين لو سابوهم الناس ممكن تنضملهم"


ما اتمناه الآن هو خطوات اكثر ايجابية و فعالية مش عارفة ايه بس اكيد فيه حل

و اخيرآ احيى و ارفع القبعة لكل البلوجرز الشرفاء الى شاركوا رغم تخازل كل الكبار عنهم
لأنهم بصيص الأمل المتبقى لمصر
و حمدلله عالسلامة