إلساعة السابعة

حسنا،

يوم جديد

تنهض في عجل،

الكسل رفاهية لا تقدر أن تتحمل تبعاتها،

تتناول حبة الضغط على الريق كما نصحها الطبيب تتبعها بكوب من الشاي و حبة السكر،

تحضر الإفطار للأسرة، تتناول أي شيئ يقع تحت يديها،

ترتدي شراب الصغط ثم الشراب العادي فالشبشب الطبي و حزام الظهر فالملابس العادية

، تبدأ الرحلة اليومية،

ميكروباص أم مترو؟ الاختيار صعب،معها وقت،

تصعد سلم المترو ببطيء فرضته عليها سنوات عمرها والمرض،

تتخبط في من حولها،

أسف يا حجة،

بعد إذنك يا حجة،

يا ست وسعي مستعجلين،

تصل وفي كل مرة تفشل في تفسير كيفية دخولها عربة السيدات دون خدش أو كسر،

أنه ستر ربنا!

تتحرك في المترو ببطيء فرضته عليها زحمة المكان،

تستند الى أقرب زاوية

،قد يحالفها الحظ فتربت على كتفها فتاه جامعية رقيقة،

اقعدي مكاني يا حجة أنا قايمة،

و قد تظل واقفة طوال السكة،

تشعر بدوار شديد، هل هو زيادة في نسبة السكر في الدم أم نقص في نسبة السكر أم أنه الضغط، لابد أنها خنقة المترو،

زوجها دائما ينهرها،

بقى يا شيخة موظفة في كلية طب و مش عارفة تتعالجي، انتي دائما كدة مابتعرفيس تعملي حاجة.

تتمتم، ماهو من ساعة ما لغو تأمين الموظفين في التخصصي و خلونا في الدمرداش و الواحد خايف يعيي ،

على أية حال كلها سنتين و يتخرج آخر العنقود من هندسة و أرجع التخصصي،، بالكاد تذهب سليمة للعمل،

المشاهد المعتادة:

ألفاظ نابية متناثرة في الهواء؛ الأمن يرفض إدخال أهل مريض في غير ميعاد الزيارة الرسمي ، الاستثناءات لها ثمن

طوابير قطع التذاكر، طوابير العيادات، شحاذون باعة متجولين، بائعي شنط، بائعي كتب، طيور داجنة، قهاوي للموظفين، حبيبة في طريقهم الى الحديقة، بلاطي بيضاء تحمل أكياس دم،

طبيب يصرخ في وجه أهل مريضة،

ممرض يتشابك بالأيدي مع عامل،

مرضى يتألمون وأهل يعتقدون أن كلما ارتفعت أصواتهم تنبه الطبيب أكثر لهم، ربما وجهة نظرهم صحيحة!

لا أحد يسمع أحد هنا، حتى الأطباء يفضلون تخمين شكوى مرضاهم على الاستماع اليهم!

يريدني أن أتعالج في هذا السيرك!! على جثتي!!

العمل:

أكوام من الورق، حسابات مرضى، قرارات، وصولات،ي

أتي زميلها القديم، تتذكر كم كان معجب بها ، أكثر من ست و عشرين عام مضو، لا ضغط ولا سكر، و لا هم مايتلم، فقط قوام جذاب و

وجه باسم و وآمال عريضة،

يعني كنت فاكرة نفسي هاترقى وزيرة القوى العاملة يا خي!!!

تشعر بثقل خفيف في أرجلها و زراعها،

دقيقتين و هيفكوا..

الثقل يزداد، تنادي على إحدى زميلاتها المستجدين،

وقفيلي تاكسي واتصلي بابني يرجع البيت،

يا حاجة مالك نجيبلك دكتور،

لا بس وقفولي تاكسي..

ترجع البيت بالكاد تصل الى السرير يمساعدة الجيران.يهرع أولادها اليها،،تاني يا ماما التقل ده؟ لازم نوديكي المستشفى، لا استنوا شوية و هيروح لوحده!

ساعة، ساعتين، الثقل يزداد، و بعد محاولات مضنية، تذهب لاستقبال الدمرداش.

يستقبلها المعاون بكل ترحاب، يهرع بها للطبيب،

الحاجة تبعي يا دكتور،

ها يا حاجة خير مالك؟

حصل كذا كذا،

بصي أنا هجيبلك من الآخر علشان نسعف الوقت، لو مافاتش أربع ساعات على التقل، ممكن تروحي التخصصي تأخدي حقنة إذابة جلطة باتناشر ألف جنيه، مش لكي تأمين؟

تحمد الله في سرها أن الضعف حصل منذ أكثر منذ 6 ساعات و إلا كانت اسرتها دخلت في حيرة تجميع المال،الحمدلله، هي صابرة راضية حامدة حتى في البلاء،

المهم، الخطوات كالتالي

سحب المعامل، الذهاب لعمل أشعة مقطعية ثم الرجوع للبت في أمر الحجز ...

ساعة في انتظار الطبيب ليسحب المعامل. ساعة أخري في انتظار الإسعاف و أخيرا طابور طويل عند الأشعة المقطعية، كأن الكل أصيب فجأة بالجلطة الدماغية،

الحمد لله كل شيء جاهز، ترجع الاستقبال،

أنوار مطفاة، أبواب مغلقة و أهالي يصيحون خارج البوابات،

مريض بالفشل الكلوي يحتاج للغسل،

مريض ينزف من المعدة،

سيارة إسعاف بها مريض يبحث منذ الصباح عن رعاية مركزة،

مريض بالجلطة رجع للتو من الأشعة المقطعية

أسفين يا جماعة الاستقبال قفل!! لقد قرر مدير المستشفى غلق الاستقبال ليلا بعد حادثة ضرب طبيب من أحد أقارب المرضى و رفض الأمن حمايته!

الحل الأنسب و الأسهل هو غلق الاستقبال وليذهب المرضى الغلابة الى الجحيم،

فكما يقول المثل الفقير ريحته وحشة، لا يقترب منه ولا يهتم بحاله أحد.

يستنجد أهل الحاجة بالمعاون فهو معرفة حتما سيخدمهم ففي الدمرداش أصغر فراش واسطة قيمة! بدوره يهرع الى الطبيب. معلش يا دكتور دخلها دي موظفة قديمة في الكلية، علشان خاطرك انت بس!

و تبدأ رحلة العذاب... أقصد العلاج

تمت

النوت مستوحاه من مواقف اتعرض لها يوميأ و الاستاتس بتاعة آحمد خالد

مريض وصل استقبال مستشفى الدمرداش مصاب بجلطة خطيرة فى المخ. طلبوا منه أشعة مقطعية كالعادة، شالوه أهله و جريوا بيه يعملوهاله بسرعة (متستغربش. أصل أهل العيان بيعملوا حاجات كتير فى الزمن دة). عملوها و رجعوا بسرعة و كانت المفاجأة. استقبال المستشفى قفل. آه تخيل؟ الطوارئ بتقفل الساعة 10 و اللى يعيى بعد كدة يموت فى بيتهم و ميقرفناش

الاستقبال بيتقفل على كدة بقاله شهور بحجة الدواعى الأمنية . أصل قفل الاستقبال أسهل من تأمينه و مش عايزين وجع دماغ.

ما هو طبعا لو العميد المنتخب و الادارة اللى حاططها حد بيحاسبهم ولا بيتأثروا بأداء المستشفى و لا مرتبهم بيقل جنيه واحد لما الاستقبال يتقفل كانوا فكروا 100000000 مرة قبل ما ياخدوا قرار زى دة يريحوا بيه دماغهم بدل ما يتحملوا مسئوليتهم فى تأمين الاستقبال و تحسين أداء المستشفى.

ملحوظة: الاستقبال بالباطنة حاليا مؤمن ببابين حديد و أفراد أمن تابعين للمستشفى و مبيسمحوش بدخول أكتر من فرد مع العيان إلى غرفة الطوارئ (قشطة يعنى) و مش عارف يعنى ايه اللى ممكن يحصل بعد 10 مبيحصلش قبلها. و لو حطينا عليهم فردين شرطة عسكرية (فردين بس) الأمن هيبقى مستتب و الدنيا هتبقى فل